سقوط الحكومة الفرنسية (الجمهورية الرابعة) بسبب اشتعال أزمة “الجزائر” عام 1958, مما يفتح المجال ليُصبح شارل ديجول رئيس جمهورية فرنسا

و جاءت تلك الأزمة في فترة اتخاذ فرنسا قرار للانسحاب من بعض مستعمراتها بالخارج و من ضمنهم الجزائر, و كانت قد منحت فرنسا ممثلي الحكومات بالخارج حقوق التصويت المحدودة بالبرلمان الفرنسي, و بشكل خاص الجزائر التي كانت المستعمرة ذات اكبر عدد من السكان الفرنسيين, و التي شهدت انتفاضة للاستقلال. و كانت الحكومة تستجيب لذلك بشكل خاص بسبب حرب الجزائر, و لكن ظهرت معاداة شديدة ضد ذلك القرار من الفرنسيين نفسهم و بشكل خاص الفرنسيين الذين وُلدوا في الجزائر, حيث كان اغلب الممثلين الفرنسين بالجزائر ضد قرار الانسحاب منها

الأمر الذي أصبح شبه حرب أهلية أو انشقاق بالجيش الفرنسي, و إزداد الامر تعقيداً عندما تم تشكيل حركة ضد الانفصال, و انطلقت مظاهرات و اعمال شغب بالجزائر ضد الحكومة الفرنسية التي تهدف لخلع تلك الحكومة, و كانت الحكومة تري ان القرار الاسلم بدون خسائر هو الانسحاب من الجزائر, الامر الذي جعل جنرالات الجيش تبدأ بدعوة لحل الحكومة و تشكيل حكومة جديدة بقيادة القائد المحبوب انذاك (بطل شعبي) شارل ديجول

و رغم اعلان ديجول اعتزاله الحياة السياسية, اعلنت قوات الجيش الفرنسي بالجزائر سيطرتها علي الاعتصامات و انها لن تقوم بحل تلك السيطرة القوية إلا في حالة الاستجابة لمطالبهم بوضع “شارل ديجول” رئيساً جديداً للحكومة
و أزداد الامر سوءاً حيث قررت تلك الحركة المضادة ان ترسل 1500 جندي لباريس في خطة للسيطرة علي المدينة, و علي القوات الجوية العسكرية الفرنسية بالمطارات, و بالفعل تم تجهيز قوات مسلحة لغزو العاصمة الفرنسية باريس
و بالفعل في يوم 24 من شهر مايو عام 1958 هبط الجنود المرسلين من الجزائر علي جزيرة “كورسيكا” الفرنسية, و استولوا عليها, مما أدي إلي تحرك “شارل ديجول” علي الفور رغم اعتزاله الحياة السياسية قبل ذلك الحدث بما يقرب ل 10 سنوات. و طالب علي الفور بعزل الحكومة و تشكيل نظام تشريعي جديد, و بالفعل وافق جميع الدبلوماسيين بفرنسا علي ما طلبه “ديجول”

و تم حل الجمهورية الرابعة في تاريخ فرنسا, ليبدأ تشكيل الجمهورية الخامسة في تاريخها المستمرة حتي الاّن عام 1958, و تولي ديجول أول رئيس لتلك الجمهورية الخامسة عام 1959 بعد ان تم إعادة تشكيل الدستور لتصبح الصلاحيات في الدولة متقسمة بين رئيس الوزراء و رئيس الجمهورية. و يُذكر ان فرنسا كانت “قوية جداً” في عهد ديجول. و استمر في المنصب حتي عام 1969. و توفي في العام التالي
صور من إشتعال الأزمة في الجزائر
صور لشارل ديجول يزور المستعمرات الفرنسي في محاولة لتهدئة الأوضاع

يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.