جزر كوريل, و ما سبب التوتر الياباني الروسي القائم عليها ل 207 عام حتي الآن
و جزر كوريل هي أرخبيل بركاني يقع داخل “ساخالين أوبلاست” التابع للفيدرالية الروسية, و تبلغ مساحة تلك الجزر بالكاد 10 آلاف و 500 كيلومتر مربع و عدد سكانها يقرب إلي 19 ألف و 500 مواطن, كما تقع الجزر شمال شرق مدينة هوكايدو اليابانية, و تُعرف في اليابان أيضاً باسم “جزر الكريسماس” أو المنطقة الشمالية.

و تتبع الجزر بالكامل للسيادة الروسية إلا أن اليابان تصر علي أن 4 جزر من ضمن الأرخبيل تتبع للحدود اليابانية, و الأمر محتدم بعض الشئ لأن 2 من ال 4 جزر التي تصر اليابان علي ضمهم هم أكبر جزيرتين ضمن الجزر.
أما عن تسمية الجزيرة فكلمة “كور” تعني بلغة السكان الأصليين بالجزيرة “إنسان” و يُقال أيضاً أن التسمية تأتي من روسيا حيث كلمة “كوريت” تعني بالروسية تدخين و ذلك بسبب تصاعد الابخرة و الأدخنة فوق الجزر بسبب البراكين فالجو علي الجزيرة سئ جداً طوال العام تقريباً و الرياح و العواصف العنيفة مستمرة لقرابة طوال العام, أما الصيف فهو ملئ بالضباب.

أما عن أهمية الجزر فتنقسم إلي أكثر من شق, أولاً الشق السياحي تحت المسطحات المائية المحيطة بالجزر المليئة بالعديد من الكائنات البحرية المتنوعة النادرة, و الصيد أيضاً حيث يحيط الجزر العديد من أنواع الأسماك و بشكل خاص بالنسبة لليابان سمك السردين و يعتبر فرو الثعالب من المنتجات التجارية النشطة بالجزيرة

و بدأ التفاوض بين اليابان و روسيا لتقسيم الحدود بسبب تلك الجزيرة منذ عام 1812, و تم الاتفاق عام 1855 و وضع معاهدة لتقسيم الأرخبيل, و تم تعديلها عام 1875 في اتفاقية سانت بطرسبرغ, و في عام 1904 أشتعلت الحرب الروسية اليابانية التي انتهت بانتصار ياباني, و قام احد الضباط اليابانيين بغزو تلك السواحل, و بعد الحرب تم الاتقاق علي منح اليابان حقوق الصيد في المياه الروسية بعد ان تم تحديد بنود معاهدات الحرب العالمية الثانية عام 1945 و جاء ذلك بعد ان قام الاتحاد السوفيتي بغزو الجزر التابعة لليابان و قتل 5 آلاف شخص

و يستمر النزاع بين روسيا و اليابان علي تلك الجزر, و حالياً يوجد بعض المناطق علي سطح الجزر يتمكن منها الجيش الروسي, أما الديانات علي سطح الجزيرة فالأغلبية مسيحية أرثوذكسية و يليها الإسلام, و يرجع ذلك لإنتشار العديد من أوروبا الشرقية بالجزيرة و قيام اليابان في القرن ال 19 بإعطاء سكان الجزر الجنسية اليابانية و أسماء يابانية و تعليمهم اللغة اليابنية و منع الأديان التي لها طقوس مضرة مثل التي يتم تقديم الحيوانات بها قربان علي سبيل المثال.

و أقتصاد الجزيرة يعتمد بالكامل علي الصيد و المصانع السمكية و هو نشط جداً بالفعل, و حالياً تسعي الجزر لعملية بحث عن نفط, و تأمل الجزيرة أن تنجح تلك الجهود التي يُعتقد انها ستؤدي إلي نهضة اقتصادية قوية.
و يبقي النزاع حتي الآن قائم بين الدولتين بالتحديد علي ال 4 جزر المذكورة, الذي أشتد بدءاً من عام 2005 عندما طالب البرلمان الاوروبي رسمياً من روسيا ان تعيد تلك الجزر المتنازع عليها لليابان و رفضت روسيا ذلك, و عرضت ان يتم منح ما يقرب ل 6% من الارض لليابان مقابل تنازلها عن حقها في النزاع, و لكن اليابان قامت بتقديم الدعم المالي لسكان الجزر مما أدي لميلهم للجانب الياباني.

و تطور الأمر في عام 2006 عندما تم إطلاق النار و قتل صيادين يابانيين أثناء جولة في الحدود المائية الروسية, و في عام 2008 قامت اليابان بإصدار الكتب المدرسية اليابانية التي تحتوي علي ذكر الجزر ضمن الحدود اليابانية الأمر الذي أغصب روسيا .
و في عام 2011 قامت روسيا بتطوير الأسلحة و سبل الدفاع الروسية علي الجزيرة, و ما زال النزاع قائم و لكن بدءاً من عام 2019 بدأ التفاوض مرة اخري بين الطرفين إلا أنهم لم يصلوا لأتفاق بشأن الجزر حتي اليوم.

و تظل تلك الجزر مصدر توتر و خلاف حاد بين روسيا و اليابان, ضمن الصراع القائم علي تلك المنطقة التي يعتقد الطرفين أنها ستمنح مالكها سيطرة هامة علي جزء كبير و مؤثر بالمجري الملاحي بالمحيط الهادئ
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.