من صفحات التاريخ, عندما قام ريجان بفصل 11500 عامل في دقيقة واحدة
و جاءت تلك الخطوة الشهيرة, التي رجت أمريكا بمعني الكلمة, بعد ان قام عدد هائل من “المراقبين الجويين” بعمل إضراب عن العمل, و قام الرئيس الامريكي رونالد ريجان بتحذيرهم بالعودة إلي عملهم او الطرد, ليقوم الرئيس ريجان بفصل 11500 عامل من المراقبين الجويين عام 1981. و تم حل النقابة الخاصة بهم أيضاً.

فوسط صراع بين الحكومة و منظمة محترفي مراقبة الحركة الجوية التي أصبحت نقابة, و ظلت تطالب بالمزيد من الصلاحيات. فرفض ريجان طلباتهم و رداً علي الإضراب قام بإقالة العمال, و يعتبر المؤرخون ان تلك الضربة من ريجان هي واحدة من أهم القرارات التي تم إتخاذها في تاريخ العمالة الأمريكي بالقرن ال 20, و أوضحت رسالة هامة تدل علي قوة الحكومة و سيطرتها في النهاية علي زمام الأمور, و أن إمكانية ضغط النقابات او المنظمات علي الحكومة الأمريكية لها حدود
و لم تكن تلك الخطوة من ريجان عبثية, بل ظلت تلك المنظمة في الاستمرار علي تشجيع العمال أكثر من مرة علي الإضراب مما يؤدي كل مرة لتعطل الحركة الجوية في أمريكا, و في تلك المرة الطلبات كان مبالغ فيها جداً, فطلب تحسين وضع العمال و الأجور لكل المراقبيين الجويين, و قبلت الحكومة في البداية و قامت بعرض 32 ساعة عمل في الاسبوع أي 8 ساعات يومياً لمدة 4 أيام في الأسبوع و زيادة إجمالية في مرتبات العمال بقيمة 50 مليون دولار, إلا ان طلبت المنظمة 600 مليون دولار زيادة علي مدار 3 سنوات, و رفضت الحكومة ذلك و أستمر الإضراب لمدة 4 أيام ثم قام ريجان بالتحذير ل 13 ألف عامل مُضرب بمهلة 48 ساعة لم يستجب إلا 1500 عامل و بعد مرور المهلة فجر ريجان تلك القنبلة في وجه المنظمة و العاملين. و قام بفصلهم و أضاف أن جميعهم ممنوع من مزاولة أي مهنة فيدرالية مدي الحياة.

و رغم أن تلك المنظمة كانت من أهم الداعمين لريجان بدلاً من كارتر في فترة حملته الانتخابية و أستطاع ريجان بالفعل أن يصل للحُكم إلا انه لم يرضخ و لم يتنازل من أجل ذك بل كان رده حاسم.
و قام ريجان علي الفور بتعيين عدد من العمالة الغير مدربة و بعض الخبرات السابقة كمشرفين لهم مع دعم من المراقبيين الجويين العسكريين ليقوموا بتدريب العمالة الجديدة. و بعد أن أيقن العمال أن ريجان لا يهدد و ان الامر حقيقي تحول الأمر إلي كارثة و لجأوا علي الفور للقضاء و أستمر الأمر مُعلق حتي عام 1986, أي بعد مرور 5 سنوات, تم الموافقة علي إعادة تعيين بعضهم.

و أستمرت البقية في صراعات قضائية تحاول بأي شكل العودة للعمل, و في تلك الفترة أختفت تلك المنظمة المحفزة للإضراب للأبد, و أستمر العمال في محاولات فاشلة حتي تولي “بيل كلينتون” الحُكم و قام في عام 1993 برفع المنع من العودة للعمل عنهم أي بعد مرور 12 عاماً علي فصلهم.

و تم عمل جهة جديدة مسئولة عنهم و هي “الرابطة الوطنية لمراقبي الحركة الجوية” و تُعرف بإسم “ناتكا” أما المنظمة القديمة كانت تُعرف بإسم “باتكو”. و الإسمان مجموع الأحرف الأولي من الكلمات المكونة لإسم كل منظمة.
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.