رحلة صعود ارنولد شوارزنيجر و طفولته و كيف تحول من ابن نازي ألماني (نمساوي) لينتهي كحاكم واحدة من أكبر الولايات في أمريكا
الجزء الأول: الطفولة و رحلة الصعود لبطل العالم في كمال الأجسام.

“أرنولد ألويس شوارزنيجر” ولد بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية بعامين (1947) في أحدي القري البسيطة بالنمسا, قرية “تال”.
و ولد أرنولد لأب ضابط شرطة, الذي أنضم للنازية قبل الحرب العالمية الثانية, و دخل الحرب بصفوفها و لكن تم عزله من الخدمة أثناء الحرب بعد إصابته بالمرض, و بعد إنتهاء الحرب بشهر تزوج والدة أرنولد التي كانت تصغره ب 15 عاماً, و أنجب أرنولد بعد عامين. و ذكر أرنولد أن أبويه كانا كاثوليك متدينين جداً و مواظبين علي العبادة و كان الإلتزام هو أمر إجباري و يحكم المنزل قوانين صارمة و لا تهاون مع أي تقصير.

و لم يكن أرنولد متعلق بأبيه بذلك الشكل, بل حسب ما ذكر أنه كان في بعض الأحيان يشك أنه والده الحقيقي و ذلك يرجع لأسلوبه في التعامل معه, حيث كان يتجاهله والده و يُفضل دائماً أخيه الأكبر “ماينهارد” و لكن تظل والدة أرنولد هي المفضلة لديه و ظل علي إتصال جيد بها حتي وفاتها. و كانت عائلته فقيرة, و لكنه كان طفل رياضي و أصبح شاب رياضي و عندما وصل لعمر ال 14 عام كان قد ألتحق بفريق كرة القدم, و لكن بعد أن قام المدرب بإعطائهم أول حصة تدريب داخل قاعة الألعاب الرياضية (الجيم), قرر أرنولد علي الفور أن يترك كرة القدم و ينضم للعبة كمال الأجسام, و عندما كان بعمر ال 15 بدأ يدرس “علم النفس” و ركز في دراسته علي الدروس المتعلقة بقدرة تحكم العقل بالجسد, فرغم صغر سنه كان أرنولد قد أتخذ قراره بشأن مستقبله, أنه يريد أن يُصبح بطل عالمي في تلك اللعبة.

و تحدث أرنولد عن ذلك قائلاً:
“لقد حددت أهدافي منذ أن كنت بعمر ال 14, أبي كان يريد أن أُصبح ضابط شرطة مثله, و أمي كانت تريدني أن أذهب إلي الثانوية التجارية”.
و بدأ أرنولد مشوار حياته بالتدرب الدائم في مدينة “غراتس” و هي أحد أشهر و أجمل مدن النمسا, التي تقع قريته “تال” بالقرب منها, و كان يستغل ذهابه للمدينة حيث كان يدخل السينما ليُشاهد نجمه المفضل “ستيف ريفز”, و كان ستيف شخصية مشابهة كثيراً لما أصبح عليه أرنولد لاحقاً, حيث كان لاعب كمال أجسام ناجح و أصبح بعد ذلك ممثل مشهور, و ربما ريفز هو أحد أهم الشخصيات التي أثرت في أرنولد الذي سار علي نفس خطواته لاحقاً.

و تعلق أرنولد بالتدريب لكمال الأجسام بجنون حيث ذكر أنه كان يتمرن “يومياً”, و في أيام العطلات عندما كانت تُغلق صالات التدريب كان يقفز داخل الصالات بشكل غير شرعي لكي يُكمل التمرين, حيث قال:
” لم أكن لأحتمل أن أنظر لنفسي في المرآة في اليوم التالي لو لم أتمرن”
و أستمر أرنولد علي ذلك الأمر, حتي وصل لسن ال 18, عندما تم إلحاقه بالجيش (إجباري) و قضي عام بالخدمة, و لكن أثناء تلك الفترة كان قد أقدم أرنولد علي بطولة “مستر يوروب” (سيد أوروبا) , و لكي يتمكن من الإشتراك في المسابقة هرب من الخدمة و لكن عند عودته تم حبسه لمدة أسبوع عقوبة للهرب.

أما البداية الحقيقية في مسيرته كانت عام 1966 عندما أشترك في بطولة في فندق بمدينة غراتس, و حصد المركز الثاني, و لكن رغم ذلك أطلقت عليه اللجنة لقب “أفضل بنية جسدية في أوروبا” الأمر الذي كان فتيل إشتعال شهرة أرنولد, و بالفعل علي الفور أشترك في نفس العام في بطولة “مستر يونفرس” (سيد الكون), و كانت مقامة في لندن و حل في المركز الثاني, و لكن أعجب به “تشارلز بينيت” الذي كان أحد أعضاء لجنة التحكيم, و بعد معرفة ظروف أرنولد المالية عرض عليه أن يستضيفه بمنزله و يُشرف علي تدريبه.

و افق أرنولد و مكث في لندن و تطور بشدة أثناء تلك الفترة و بشكل خاص بعضلات الساق, و يعتبر أرنولد فترة بقاءه مع بينيت من أهم الفترات في حياته حيث تعلم الإنجليزية سعياً وراء حلمه منذ الصغر بالعيش بأمريكا, و تطويره من الناحية الذهنية و الجسدية و توجيهه نحو أن يُصبح شخص أفضل. و بعد عام واحد من الإشراف تمكن أرنولد في العام التالي من الحصول علي المركز الأول في بطولة “سيد الكون” ليُصبح أصغر لاعب في التاريخ يحصل علي ذلك المركز (بعمر ال 20), و حصل عليه 3 مرات آخرين.

و في نهاية عام 1969, سعي أرنولد نحو حلمه و هاجر إلي أمريكا بشكل يُعتبر غير شرعي, و ظل هناك بولاية كاليفورنيا يتدرب, و حقق حلمه أخيراً بأن يذهب إلي أمريكا, و لكن بقي حلمه الآخر و هو أن يُصبح ممثل سينمائي, و تمكن من تحقيق شهرة فور وصوله أمريكا عندما حصد لقب “مستر أوليمبيا” (سيد أوليمبيا) في عام وصوله و ظل يحصد اللقب لمدة 7 سنوات.

لا تعليقات بعد على “رحلة صعود ارنولد شوارزنيجر و طفولته و كيف تحول من ابن نازي ألماني (نمساوي) لينتهي كحاكم واحدة من أكبر الولايات في أمريكا”
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.