ما سر شهرة داليدا, و لماذا أنتحرت!

و في البداية بالطبع جميعنا يعلم من هي داليدا, واحدة من أشهر الفنانات في مجال الغناء في تاريخ مصر, و تُعرف داليدا بخلاف صوتها المميز لتعلقها الشديد لمصر و غنائها باللغة العربية مع العلم أنها من أصول فرنسية إيطالية و لكنها مولودة بمصر.
و لكن تكمن شهرة داليدا الحقيقية رغم شهرة أغانيها باللغة العربية إلا أنها علي مدار حياتها سجلت أغاني عديدة ناجحة و ب “سبع لغات مختلفة“.
و اسمها الحقيقي “يولاندا كرستينا جيجليوتي”. ولدت في القاهرة عاصمة مصر عام 1933, و كانت عائلتها مهاجرة من إيطاليا لمصر في فترة بدأ بها الكساد الكبير قبل بضع سنوات و تحولت إيطاليا لمأساة بشكل خاص بعد تمكن الفاشية من الحُكم. و كان والد داليدا في المجال أيضاً حيث تمكن من الحصول علي وظيفة بدار الأوبرا بمصر و كان عازف كمان رئيسي بالأوبرا, أما والدتها فكانت تعمل في مجال الخياطة.

و عندما وصلت داليدا لسن الشباب, كانت هيئتها الجسدية و الشكلية ممتازة الأمر الذي ساعدها في الحصول علي وظيفة كعارضة في البداية ثم تمكنت من الحصول علي بعض الأدوار السينمائية و لكن أدوار ثانوية, أما بداية الشهرة الحقيقية في مسيرتها كانت عام 1954 عندما تمكنت من الحصول علي لقب “ملكة جمال مصر” في نفس العام.

و نظراً لأن مصر في تلك الفترة (الفترة الذهبية في السينما المصرية) كانت أفلامها علي مسمع كبير لأكثر من دولة أجنبية, لفتت داليدا إنتباه مخرج فرنسي الذي منحها علي الفور في العام التالي دور في فيلم بفرنسا عام 1955, و أنتقلت داليدا لفرنسا و ساعدها علي ذلك إجادتها للغة الفرنسية, و لكن لم تنجح داليدا كثيراً في فرنسا في البداية و لكنها تمكنت من مزاولة مهنة الغناء ثم تزوجت و حصلت علي الجنسية الفرنسية.
و بعد مرور عام آخر تمكنت داليدا من إطلاق أول أغنية شهيرة لها بالفرنسية و حققت نجاحات خيالية في فرنسا و أرباح عالية أيضاً من المبيعات, و بدأت داليدا بعد تلك الأغنية رسمياً تُعامل معاملة النجمة و كانت مع النخبة مثل آلان ديلون و عمر الشريف, و كانت داليدا كما ذكرها العديد, ساحرة و مؤثرة جداً و شخصيتها جذابة مثل هيئتها و كان يتعلق بها الكثيرين.

و لكن بعد نجاح سريع جداً, بدأت المعاناة في حياة داليدا, فبعد أن تركت زوجها و تعلقت بشاب بدأت أول أزمة في حياتها بعد أن تعرضت لحالة إجهاض خطرة أثناء الحمل أدت لجراحة عاجلة تسببت في منع داليدا من الإنجاب مرة آخري, و تأثرت داليدا بذلك الأمر كثيراً و حاولت الدخول في عدة علاقات آخري لم تنجح, حتي قابلت ثاني أصعب موقف في حياتها و هو تعلقها بمغني إيطالي “لويجي تينكو” الذي أقدم علي الإنتحار أثناء خطبتهم, و كان سبب إنتحار لويجي عدم نجاح أغنيته في دويتو قام به مع داليدا, فذهبت داليدا لتواسيه في غرفته عن عدم نجاح الأغنية لتتفاجأ به مستلقي علي الأرض غارقاً في دماءه و يُعتبر حادث وفاته حادث غامض حتي الآن.

و في الحقيقة كان لويجي بداية للعديد من حالات الإنتحار للمقربين من داليدا علي مدار حياتها, فبعد إنتحار خطيبها, كانت داليدا مازالت تحافظ علي صداقتها مع طليقها, و لكنها تفاجئت في عام 1970 بإنتحاره أيضاً, ثم أنتحر صديقها “مايك برانت” عام 1975, وثم أنتحر أيضاً أحد رفقائها عام 1983.

و مع إستمرار رحيل العديد من المقربين من داليدا بالإنتحار, يذكر العديد أن داليدا دخلت في حالة إكتئاب شديدة نتيجة فقدان العديد ممن كانت تعتبرهم أعز ما تملك, و طوال تلك الفترة أستمرت داليدا بالغناء و أصدرت العديد من الأغاني بلغات مختلفة, و رغم نجاح داليدا العالمي كانت دائماً تقول أنها لا تشعر أنها بموطنها سوي بمصر فقط. و قامت في عام 1986 بالإشتراك بفيلم من إخراج المخرج المصري يوسف شاهين “اليوم السادس” الذي حقق نجاح و كانت شعبية داليدا آنذاك كبيرة جداً.

و بعد أن فقدت داليدا العديد ممن تُحب بالإنتحار, أقدمت داليدا نفسها علي نفس الشئ بعد مرور 4 أعوام من فقدانها آخر شخص هام في حياتها و شعورها بالوحدة, ففي يوم 3 مايو عام 1987, فاجئت داليدا العالم عندما أقدمت علي الإنتحار و هي بعمر ال 54, بتناول العديد من الحبوب المهدئة و تركت بجوارها رسالة “سامحوني الحياة لم تعد تحتمل” بالفرنسية في باريس, و تم دفنها هناك.

يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.