“ويليام سيديس” أذكي إنسان في تاريخ البشرية الذي يُعرف باسم “العبقري الذي أحترق”
“ويليام سيديس” هو عالم أمريكي الذي ظهرت عليه معالم الذكاء منذ أن كان عمره أقل من سنتين و أستمر في إبهار العالم علي مدار تاريخه ليتفق العلماء بإستحقاق أن سيديس هو أذكي إنسان في تاريخ البشرية. شاركنا برأيك بعد قراءة قصة حياته في ذلك المقال, هل تتفق معهم أم لا؟

وُلد سيدس في مدينة نيويورك الأمريكية عام 1898, لوالدين يهود مهاجرين من أوكرانيا, و هو إبن عالم النفس الشهير “بوريس سيديس”, و كان قد أُجبر والده علي الهرب من أوكرانيا لأسباب “سياسية” بعد أن تم سجنه عامين, أما والدته فقد هربت من أوكرانيا أيضاً بعد وقوع نزاعات دينية حادة ضد اليهود في تلك الفترة.

و بعد وصول والديه إلي أمريكا, تمكن والده من الحصول علي دكتوراه في علم النفس و أصبح واحد من أشهر العلماء في المجال, و أكملت والدته تعليمها أيضاً قبل الزواج من أبيه و تخرجت من كلية الطب.
و عندما أنجب بوريس “ويليام سيديس”, أراد أن يجعله نبغة, و كان بوريس يجيد العديد من اللغات الأمر الذي تمكن منه أيضاً ويليام, و لكن بدأت تظهر بعض النوادر علي ويليام ففي البداية و هو بعمر صغير جداً, سنة و نصف, بدأ يلاحظ والديه أن ويليام يقوم بقراءة الصحيفة كاملة, و تطور الأمر عندما وصل ويليام لعمر ال 8 سنوات و كان آنذاك يجيد 8 لغات, و الأصعب في الأمر أنه تعلم اللغات “تعليم ذاتي” و كانت اللاتينية و العبرية ضمن ال 8, و لكن تفاجأ والديه بأنه يتحدث لغة 9 لم يعرفها أحد و عند سؤاله, أكتشف والديه أنه أبتكر تلك اللغة و كانت تُعرف ب “فنديرجود” و هو اسم أطلقه ويليام عليها.

و عندما وصل سيديس لعمر ال 9 سنوات فقط, طلب والده من جامعة “هارفارد” العملاقة أن تضم إبنه ويليام ضمن طلابها, و لكن تم رفض الطلب بسبب صغر سنه, و لكن رغم ذلك في عام 1909 و كان عمر ويليام آنذاك 11 عاماً فقط, أضطرت جامعة هارفارد أن تقبل سيديس ضمن طلابها ليُصبح أصغر إنسان في تاريخ البشرية ينضم لجامعة هارفارد الشهيرة, و يرجع ذلك بالطبع لما لديه من قدرات خاصة جداً.

و لم يستغرق ويليام فترة طويلة حتي تحولت شهرته من شهرة محلية إلي عالمية عندما بدأت تظهر براعته الاستثنائية في الرياضيات بجانب بالطبع وصول عدد اللغات و اللكنات التي يفهمها ل25 لغة, و رغم تشكيك العديد في ذلك الأمر, إلا أن أكثر من عالم كانوا مقربين منه أكدوا حقيقة ذلك الأمر الصادم. و أزدادت الشهرة بشكل خاص بعد أن ناقش ويليام أمام مجتمع الرياضيات بالجامعة “ال 4 أبعاد” بدل من ل “3 أبعاد” المعتادة, و بدأ الجميع يتفق علي أن ويليام سيُصبح في المستقبل القريب أحد أهم العلماء في تاريخ البشرية. و عندما وصل لعمر ال 16 تمكن من الحصول علي بكالريوس.

و بعد أن أصبح ويليام سيديس ضجة علمية تفاجأ البعض برده في أحد اللقاءات عندما قال أن بالنسبة له الحياة المثالية, هي الحياة المنعزلة, و رغم صعود ويليام سريعاً إلا أن خلاف حاد بينه و بين الرئيس الأمريكي “وودرو ويلسون” علي سياسات الحرب العالمية الأولي أدي لترك سيديس منصبه في عُصبة الأمم بعد فترة قصيرة بل و تعرض لبعض الهجمات من الطلاب في جامعة هارفارد فترك الجامعة التي كان عضو هيئة تدريس بها و أنتقل للتدريس في معهد في تكساس.

و بدأ ويليام التدريس في تكساس و كان آنذاك بعمر ال 17 فقط, رغم ذلك المشوار الطويل, و لكن لم يشعر ويليام بالراحة و بشكل خاص بسبب الأنتقاد من الطلاب و رفضهم فكرة أن معلمهم أصغر منهم, فطلب المعهد من سيديس أن يرحل, فتركهم بالفعل, و غير المجال تماماً و ألتحق بكلية الحقوق بجامعة هارفارد التي تخرج منها, و لكن رغم تفوقه في الدراسة أنسحب ويليام فجأة عام 1919 بعد مرور 3 سنوات علي دراسته في كلية الحقوق.
و في نفس العام أشترك ويليام في مسيرة ليوم العمال تحولت لكارثة و تم القبض عليه و سجنه 18 شهراً, و أثناء محاكمته عرض ويليام نفسه لأزمة أمام المجتمع الأمريكي عندما قال أنه لا يؤمن بالمسيح و لا يؤمن بأنه إله و أنه يعتقد أن الرب هو قوة لا يمكن أن تكون إنسان, و أضاف أنا اشتراكي الفكر و أرفض تماماً دخول أمريكا الحرب العالمية الأولي و أرفض تماماً المعاهدات التي أنهتها, و لكن تدخل والده في الأمر قبل أن يتحول لكارثة, و تم لحاقه قبل تحويله للسجن مرة آخري, و وعد والده بأنه سيقوم بعلاجه و إعادته لعقله و هدده أنه سيرسله لمستشفي الأمراض العقلية إن لم يكف عن تلك التصريحات.

و نتيجة كل ذلك, أنعزل ويليام تماماً عن الحياة و عن الناس, و بدأ يتجه إلي كتابات سياسية توضح حقيقة التاريخ الأمريكي و حقوق السكان الأصليين, و توفي والده عام 1923 نتيجة نزيف في المخ, و أستمر ويليام في حياته علي نفس النهج منعزلاً و يكتب في السياسة و أحياناً في الرياضيات, و ظل طوال حياته يخشي من أن يتم القبض عليه, و مازالت كتاباته موجودة حتي اليوم لأنها ناقشت جوانب لم يتم مناقشتها قبل ذلك, بل و من أشهر كتاباته عندما ذكر أنه بالعودة للتاريخ, كان هناك هنود حمر في أوروبا أيضاً مثلما كان في أمريكا, و لا يتم ذكر ذلك.

و في خلال تلك الفترة أبتكر سيديس التقويم الذي يُعتبر نستعمله حالياً و هو الذي تمكن من ضبط الأيام به ليُصبح ذلك التقويم صالح لعدة سنوات لاحقاً, الذي يشمل السنوات الكبيسة. بالإضافة إلي إصداره “كتاب فندرجود” و هي اللغة التي أبتكرها سيديس عندما كان بعمر ال 8 سنوات. و أصدر ذلك الكتاب و هو بعمر ال 8 سنوات و كانت تشمل الكلمات و الأرقام أيضاً.

و بحلول عام 1944, توفي سيديس عن عمر 46 عاماً نتيجة نزيف فالمخ مثل والده, و قبل وفاته بقليل نشرت صحيفة مقال شهير بعنوان “العبقري قد أحترق” الأمر الذي جعل ذلك الاسم يلازمه طوال حياته.

و لكن رغم ذلك يؤكد العديد ممن عاصروه و من ذكروه في كتبهم أن سيديس كان أذكي شخص عرفته البشرية, فلقد تمكن سيديس بحلول عمر ال 8 سنوات من إصدار 8 كتب, و حسب وصفهم له لم يتخطي أحد مستوي ذكاء سيديس حتي اليوم. و لكن العداء الحاد مع الحكومة الأمريكية كان سبباً هاماً في القضاء علي ذلك العبقري. و حالياً يتم دراسة الظروف التي قهرت سيديس و أكد علماء النفس أن تطوره في سن صغير و رفض المجتمع الأمر كان عامل هام في قتل أحلام نبغة قبل أن يكتمل نموه.
ويليام سيديس, العبقري الذي أحترق…ضحية التنمر.
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.