هل تعلم أن شخصية زورو “Zorro” مبنية علي شخصية حقيقية بل و القصة الحقيقية أغرب من السينما!
نعم هذه حقيقة ربما تكون غير متداولة و لكن الكاتب “جونستون مكولاي” عندما أبتكر شخصية زورو, كانت مبنية علي شخصية “خواكين موريتا كاريو”. و هي شخصية مذكورة بنفس الاسم في سلسلة تحمل اسمه عن شخص مغامر مثل طبيعة حياته و قام مكولاي ببناء شخصيته الشهيرة زورو عام 1919 عليها, ليتم الإكتشاف بعد ذلك أنها شخصية حقيقية بالفعل و قُتل عام 1853 بعد وضع مكافأة 5 آلاف دولار لمن يجلبه حياً أو ميتاً.

و موريتا يُعرف أيضاً باسم “روبن هود الغرب”, و تداولت الأنباء عنه في البداية و لكن تم الإدعاء لاحقاً أنها أسطورة و بعد التحقيق و التدقيق تم إكتشاف ذكر شخصية حقيقية و هي “موريتا” موثقة في بعض الوثائق القديمة التي تشمل ذكر شخص يُدعي “هاري لاف” مسجل بأنه أحضر رأس موريتا ليثبت أنه قتله.

و شخصية موريتا حسب الوثائق و القصص المتداولة عنه أنه مكسيكي جاء إلي كاليفورنيا و عمل في مناجم الذهب في فترة إكتشاف الذهب بكاليفورنيا عام 1848, و كان رجل صالح الذي تمكن من تكوين ثروة بعد فترة قصيرة من العمل في مناجم الذهب برفقة شقيقه و أصبح شخصية معروفة جداً بحسن المعاملة و الثراء المستمر.

و لكن تم إتهامه هو و شقيقه بالسرقة و يُقال أيضاً أنه إتهام باطل أفتعله أعداءه الأمريكيين كنوع من الحقد لوقف أستمرار ثراءه , و تم إعدام أخيه و إغتصاب زوجته و قتل ابنته مما أشعل الغضب و جعله يُقسم علي الإنتقام حتي الموت (ذلك الجزء عليه خلاف في تفاصيل أحداثه). و بالفعل تحول موريتا الإنسان الطيب المعروف بحسن تعامله مع الآخرين لواحد من أشرس المجرمين الذين عرفتهم أمريكا لفترة حيث تمكن بعد ذلك من تكوين عصابة و بدأ بعمليات مداهمة و سرقة للبنوك و قتل بمنتهي الإندفاع و دون توقف.

و كانت أول العمليات لتلك العصابة هو الإنتقام من القتلة حيث قاد موريتا عصابة و قام بقتل ال 6 أمريكيين الذين قتلوا أخيه و أغتصبوا زوجته, ثم بدأ يغير نشاطه و ترك التجارة و التعدين و الذهب و بدأ يسرق الخيول و يقوم ببيعها في المكسيك, و يعود مرة آخري لكاليفورنيا و يبدأ بقتل المستوطنين و سرقتهم بدافع الإنتقام. و يُعتقد أن إجمالي عدد الضحايا 13 مستوطن أمريكي و 28 صيني. و أستمرت تلك العمليات حتي عام 1853.

و بسبب أستمرار تلك العمليات تم وضع موريتا أعلي قائمة المطلوبين للعدالة و تم رصد ألف دولار لأي شخص يتمكن من القبض عليه. و قامت حكومة كاليفورنيا بتعيين مجموعة مكونة من 20 شخص من المحاربين القدامى في الحرب الأمريكية المكسيكية من أجل إسقاط تلك العصابة. و كان قائد تلك المجموعة يُعرف باسم “هاري لاف” و بدأت الحكومة بدفع مرتب ثابت 150 دولار مع الوعد بدفع ألف دولار كاملة عند القبض علي موريتا أو قتله عام 1853.

و بالفعل تمكنت المجموعة من العثور علي العصابة المكونة من 5 أشخاص و تم قطع يد أحدهم و رأس موريتا نفسه و إحضارها في إناء ملئ بالكحول كدليل علي قتلهم لموريتا, و قامت الحكومة بعرض رأس موريتا و تمكن 17 شخص من التعرف عليه و قاموا بتوقيع شهادة علي ذلك, حيث قام هاري لاف لاحقاً بعرض رأسه مقابل 1 دولار للمشاهدة مع منحه ألف دولار مكافأة علي قتل موريتا.

و لكن المفاجأة ظهرت لاحقاً عندما أنتشرت الشائعات أن لاف لم يتمكن من قتل موريتا و أحضر رأس شخص آخر و دفع رشوة لل17 شخص الذين قاموا بالتوقيع علي أعتراف التعرف علي موريتا, و أن موريتا مازال علي قيد الحياة مما دفع الحكومة مرة آخري لعرض 5 آلاف دولار هذه المرة لمن يتمكن من قتل موريتا و تم تعيين هاري لاف مرة آخري لتلك المهمة و لكن يُعتقد أنه لم يتم إعتقاله أبداً.

أما رأس موريتا التي عُرضت قد فُقدت في كاليفورنيا عام 1906 نتيجة أشتعال حريق في مكان حفظها بعد وقوع زلزال سان فرانسيسكو بكاليفورنيا الشهير عام 1906, و أصبح لاحقاً ابن أخيه أيضاً واحد من أشهر رجال العصابات في كاليفورنيا بعد 10 سنوات تقريباً من إختفاء موريتا نفسه. و كانت تُعرف عصابة موريتا فعلياً باسم “الخمس خواكين”.

و بعد إعلان وفاة موريتا فعلياً بعام تقريباً تم نشر كتاب عن ذلك الرجل المغامر عام 1854 و قام “جون ريدج” بجمع كل ما تمكن من معلومات عنه و نشرها في رواية تُعرف باسم “حياة و مغامرات خواكين موريتا”, ثم قام “جونستون مكولاي” بالنشر عن شخصية “زورو” علي 5 أجزاء في مجلة شهيرة, الأمر الذي تحول إلي شخصية سينمائية تاريخية لاحقاً, و تم عمل أكثر من 10 أعمال سينمائية و ربما مثلهم أيضاً روائية جميعها مستوحاه من شخصية موريتا مع إختلاف المسمي.

يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.