نبذة عن تاريخ الجنيه المصري بإيجاز, قيمته في بداية طرحه.. و دور بريطانيا في السيطرة عليه
بالصورة خمسون جنيه مصرية تم إصدارها رسمياً بشكل إضطراري عام 1884 في فترة ما يُعرف باسم “حصار الخرطوم”.

و تُعرف تلك الأنواع من الجنيه المصري المشابهة لتلك في الصورة باسم “عملات حصار الخرطوم”.
حيث كان حاكم السودان البريطاني “جوردون” مستمر في حصاره للقوات المهدية بالسودان فقام بإصدار بعض العملات بشكل إضطراري نتيجة الحصار لظروف الحرب.

و قُتل جوردون في تلك الحرب علي يد القوات المهدية, واحدة من أولي القوات في تاريخ إفريقيا التي تنجح بسحق الاحتلال البريطاني وطرده.
و الجنيه المصري بشكل عام تم إصداره أول مرة عام 1834 بعد أن كان القرش هو أكبر عملة مصرية, و تم إصدار الجنيه بمرسوم صادر من “محمد علي باشا”.

و كان الجنيه المصري واحد من أكثر العملات قوة في العالم من ناحية القيمة و التداول أيضاً بعد الإنتفاضة الإقتصادية التي بدأت في مصر في تلك الفترة (و أزدادت لاحقاً مع الحرب الأهلية الأمريكية) نتيجة لجوء الدول الأوروبية لإستيراد القطن من مصر و دول آخري لعدم تمكنهم من الحصول علي القطن من جنوب أمريكا أثناء الحرب الأهلية الأمريكية.
و لكن أول ضربة للجنيه المصري كانت علي يد بريطانيا علي أعقاب الحرب العالمية الأولي عندما قامت بربط الجنيه المصري بالجنيه الأسترليني بدلاً من ربطه بالذهب كما كان قائم آنذاك.

و حددت 1 جنيه مصري = 1.03 جنيه استرليني. و كان آنذاك 1 جنيه مصري = 7.4 جرام ذهب!
إنهارت جميع الدول في الحرب العالمية الأولي و إنهار الجنيه الاسترليني و خسر الجميع كل مخزونه من الذهب, إلا أمريكا, و بعد مرور أول عام من الحرب العالمية الأولي وصلت أمريكا لأول مرة في تاريخها ل 1 مليار دولار من الصادرات, و بعد نهاية الحرب أصبحت أمريكا هي الدولة صاحبة أعلي مخزون من الذهب في العالم بعد أن أنفقت كل الدول مخزونها من الذهب في الحرب.

و لنا حديث مطول بتفاصيل أكثر عن تاريخ الجنيه و العملات المصرية بإذن الله لاحقاً.
اقرأ أيضاً: معركة عطبرة بين مصر و بريطانيا ضد السودان و سقوط الدولة المهدية
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.