“ويليام تيرل الثالث” و لغز مقتل الملك “ويليام الثاني” الذي حير المؤرخين حتي اليوم
و كان قد توفي الملك ويليام الثاني الإنجليزي عن عمر 44 عاماً في إنجلترا عام 1100, و ظل حادث مقتل ويليام عادي حتي تم العثور علي ذكر حادثة وفاته في “الوثائق الأنلجو-ساكسونية” التي ذكرت أن “الملك قُتل بسهم وصل لرئته فقتله”. و أستمر البحث في وثائق آخري حتي تم العثور علي تفاصيل توضح أنه قُتل علي يد أحد رجاله و هو من النبلاء و اسمه “والتر تيرل”.

و الغريب في حادث وفاته أن الوثائق الكنسية تذكر أن وفاة الملك هنري كانت وفاة طبيعية إلا أن وصف طريقة القتل حير المؤرخين مما دفعهم للبحث أكثر عن طبيعة الحادث, و قد أوضحت الوثائق أن والتر تيرل كان “رامي سهام بارع” مما دفع الجميع لإستبعاد أن حادث وفاة الملك كان صدفة!

و بدأ البحث عن طبيعة والتر و ما علاقته بالملك و كيف وقع الحادث, و قد أوضحت الوثائق أن البداية كانت ذهاب الملك برفقة تيرل لرحلة صيد و كان كلاهما يستخدم السهام في تلك الرحلة و بدأ التناحر بين المؤرخين حول الواقعة حيث ذكر البعض أن الصيد كان خطر في تلك الفترة و ذكر آخرين أن إصابة مثل تلك من شخص بقدرة تيرل علي التصويب من المستحيل أن تكون صدفة أو خطأ.

و لكن ماذا حدث قبل ذلك الحادث بقليل و ما الذي تلاه!… فويليام هو شقيق هنري الذي تولي بعده المنصب و أصبح الملك “هنري الأول”, و في تلك الفترة كان الملك هنري قد قرر الإنضمام إلي الحملة الصليبية الأولي, و كان هنري آنذاك “دوق نورماندي” و لكن لم يكن لديه مايكفي من الأموال لتمويل تلك الحرب أو تكاليف إشتراكه في الحملة الصليبية مما دفعه لرهن دوقيته (أي كل ما يملك) لشقيقه الملك آنذاك ويليام مقابل 10 آلاف مارك..

و فور أن رحل هنري و بدأت الحملة بدأ ويليام بفرض نفوذه علي أملاكه الجديدة “المؤقتة” بل و قام بتطبيق عدة ضرائب جديدة علي المنطقة القديمة و الجديدة لجمع الأموال استغلالاً لفترة خروج شقيقه ليكون ثورة من داخل ملكه قبل عودته….

و بعد إشتراك هنري بالحملة الصليبية و إقتراب الحملة من إنتهائها, ذهب الملك ويليام الثاني في رحلة صيد مع تيرل, الذي بدوره قام بإطلاق سهم أصاب الملك و أسقطه قتيل علي الفور (بالخطأ أو متعمد), و بعد أن سقط الملك هرب تيرل علي حصانه منطلقاً نحو فرنسا و لم يظهر تيرل مرة آخري أبداً, و بعد البحث عُثر علي وثائق في فرنسا ذكرت تيرل, حيث كتب شخص أنه أستضاف تيرل عنده و أخفاه و لكن ذكرت تلك الوثائق أن تيرل أقسم له أنه لم يري الملك ذلك اليوم و لم يذهب معه في رحلة الصيد تلك!

و لكن يُذكر أن هنري عاد إلي إنجلترا بعد شهر واحد فقط من مقتل أخيه ليسترد دوقيته و يتولي ما تبقي من إنجلترا الذي يتبع شقيقه. و أستمر هنري في الحكم حتي عام 1135 بسبب المرض, و قبل وفاته كان غارق في الديون و يتنازع الورثة علي ملكه أمام عينه و لكنه غير قادر علي وقف تلك المهزلة بسبب المرض حتي توفي…
شاركنا برأيك.. هل تعتقد أن مقتل ويليام هو حادث أم جريمة؟
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.