انتفاضة “موسم النبي موسي” و الحقيقة المخفية لإنتفاضة العرب التي كادت تُنهي الدولة الصهيونية قبل بدايتها و كيف أتحد العالم ضد العرب
الجزء الأول: بداية الإنتفاضة و أسبابها و كيف كانت الأفضلية للقوات العربية التي كادت أن تُنهي الوجود الصهيوني في فلسطين في بضعة أيام و للأبد منذ 100 عام!

فبعد ان صدر وعد بلفور ( تأسيس وطن لليهود في فلسطين) عام 1917 و مؤتمر سلام باريس عام 1919, أشتعل الكره بين العرب و الصهاينة, و جاء ذلك متزامناً مع إنهيار الدولة العثمانية, مما أفسح المجال أمام فرنسا و بريطانيا لكي يقوموا بمهمتهم في الشرق الأوسط و هي زعزعة الوحدة العربية و بشكل خاص الإسلامية.

و قامت بريطانيا اّنذاك بواحدة من “أقذر” الأساليب السياسية, فبعد صدور وعد بلفور, امتنعت “عصبة الأمم” عن منح “فلسطين” حقها الرسمي و هو “حق تقرير المصير”. و عصبة الأمم هي المنظمة التي سبقت “منظمة الأمم المتحدة”. أما “حق تقرير المصير” فهو قانون رسمي يمنح شعب أي دولة حق تقرير مصيرهم بشأن تشكيل السلطة و طريقة تنفيذها “بدون أي تدخل أجنبي”.

فإن منحت بريطانيا “فلسطين” اّنذاك حقها القانوني كان من المستحيل أن يتم تأسيس كيان صهيوني محتل في فلسطين, و أشعل ذلك الأمر الغضب و الاحتقان في الشرق الاوسط ككل, حيث كان الجميع علي علم بضغط بريطانيا علي عصبة الأمم حتي يتم تنفيذ “وعد بلفور”.

و بالفعل, بدأ واحد من أشهر الشخصيات في تاريخ الصهاينة و هو “جوزيف ترومبيلدور”, و كان ترومبيلدور روسي الأصل و هو من أهم القادة الذين بدأوا بالهبوط علي أرض فلسطين لتكوين وطن صهيوني بها, و لكن فاجأ “الجيش الملكي السوري” ترومبيلدور في معركة “تل هاي” بفلسطين و أسقطوه هو و 8 من أتباعه قتلي في أول شهر مارس عام 1920.

و أشعل مقتل جوزيف ترمبيلدور العالم الصهيوني و يُعتبر ذلك واحد من أهم و أوائل الإلتحامات بين العرب و الصهيانة بعد إعلان وعد بلفور, و أرتعب رئيس اللجنة الصهيونية “حاييم وايزمان” (الذي أصبح بعد ذلك أول رئيس للكيان الصهيوني المحتل لفلسطين), و قام “حاييم” علي الفور بإصدار بلاغات في شتي منظمات و قوي العالم حول احتمالية قيام مذابح للعرب اليهود في فلسطين. و مما زاد الخوف هو اعلان المؤتمر السوري يوم 7 مارس عام 1920 استقلال “سوريا الكبري” و تولي “الملك فيصل الأول” عرش سوريا. و فور صدور ذلك الإعلان تم وقف كل الانشطة و التجارة في انحاء فلسطين و خرج العرب في شوارع فلسطين و بدأوا بشن حملة بشعارات أرعبت اليهود مثل “الموت لليهود” و يُقال أن العرب أيضاً أستخدموا هتاف “فلسطين أرضنا و اليهود كلابنا”.

و قام اّنذاك اليهود بالاستعداد للمقاومة و بدأوا بتشكيل جيش و تدريب أنفسهم للاستعداد للاشتباك مع العرب, و طلبوا من “إدارة أراضي العدو المحتلة الشام و بلاد الرافدين” الشهيرة ب “OETPA” ان يتم تسليحهم و لكن تم رفض طلبهم. و إدارة أراضي العدو المحتلة هي إدارة عسكرية شكلتها بريطانيا و فرنسا لإدارة تقسيم الولايات العثمانية السابقة فيما بينهم بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولي.

و بالعودة للإنتفاضة, فموسم النبي موسي, هو مهرجان سنوي للمسلمين في فلسطين (القدس) حيث يكون عبارة عن موكب يسير إلي ضريح قبر موسي بالقرب من “أريحا”, و اثناء ذلك المهرجان تم نشر 188 رجل شرطة في انحاء شوارع القدس.
و أجتمع بعد ذلك اكثر من 60 ألف عربي في وسط المدينة من أجل الاحتفال بالمهرجان, ثم قام “محمد أمين الحسيني” و عمه “موسي الحسيني” و هم من أهم المناضلين الفلسطينيين اّنذاك, بإلقاء خطب حماسية للشعب الفلسطيني, فانطلق الفلسطينيين علي الفور بحملة ضخمة إلي الجزء اليهودي بالقدس و قاموا بمداهمة “منظمة عطيرت يروشلايم/كوهانيم” و بدأ هجوم عنيف من العرب علي اليهود سقط خلاله أكثر من 150 جريح يهودي.

و قام الجيش بفرض حظر التجول علي الفور و القبض علي العديد من مثيري الشغب. و لكن تم السماح لهم بالخروج للذهاب لصلاة الفجر في اليوم التالي, و استمر العرب في مهاجمة اليهود في محاولة لطردهم خارج فلسطين.

الجزء الثاني: طرد اليهود و كيف أتحد العالم ضد العرب لإنقاذ الوطن الصهيوني
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.