من هو وليم شكسبير (الرجل اللغز) الذي دمر مشواره الفني إندلاع وباء!
شكسبير هو شاعر ومؤلف مسرحيات وممثل ويعتبر أفضل كاتب باللغة الانجليزية كما انه افضل درامي في التاريخ, ويُطلق عليه لقب ” شاعر انجلترا الوطني”, وما تبقي من اعماله ويشمل ذلك الاعمال التي تعاون بها يتألف من 39 مسرحية و154 سوناتا وقصتين سرديتين طويلتين وبعض الكتابات الاخري, و هناك بعض المؤلفات الغير مؤكد انتسابها له, وقد تم ترجمة مسرحياته إلي كل اللغات الرئيسية في العالم كما تم تمثيل تلك المسرحيات أكثر من أي مسرحيات اخري علي مدار التاريخ.

ولد ونشأ في مقاطعة واريكشر مع 7 اخوة واخوات ووالده جون شكسبير كان مُصنع قفازات وتزوج وهو بعمر ال 18 من آن هاثواي وكان عمرها 26 عام, وانجب منها 4 اطفال توفي منهم واحدة في عمر ال 11 في وقت ما بين عامي 1585 و 1592.

وحسب ما توصل بحث المؤرخين بدأ مشواره الناجح كممثل في لندن, كما كان كاتب أيضاً, و أنضم في اعمال مشتركة مع شركات تنتج مسرحيات معروفة باسم “رجال اللورد تشامبرلين” التي أصبحت الشركة الرائدة في اعمال المسرحيات في لندن. وبعد وفاة الملكة إليزابيث الأولي عام 1603 قام الملك جيمس الاول بضم الشركة له وتم تسميتها بعد ذلك باسم “رجال الملك” (King’s men) و التي استمرت في الازدهار بشكل مبهر, فقاموا ببناء مسرح “ذا جلوب” الشهير ليقوموا بعرض مسرحياتهم به و هو الأمر الذي حول شكسبير لاحقاً إلي رجل ثري وكان يُفضل شكسبير استثمار امواله دائما في العقارات.

وحسب المؤرخين اعتزل في عمر ال 49 فيما يقرب لعام 1613 فقبل ذلك الوقت ب 10 سنوات كان قد بدأ إنتشار وباء مما ادي إلي غلق المسارح لفترات طويلة باجمالي 60 شهر متقطعة علي مدار 10 سنوات وضع يُشبه الوضع الحالي, وتوفي شكسبير بعد اعتزاله ب 3 سنوات, و يُعتقد أن سبب الوفاة ليس الوباء.

وترك شكسبير وصيته قبل وفاته بشهر وكتب فيها جملة لزوجته “لقد تركت لكي ثاني افضل سرير عندي” وهناك الكثير من التفسيرات لتلك الجملة, حيث تنازع المؤرخون علي معناها, فبعضهم فسرها علي انها إهانة لزوجته, اما اخرين فسروها علي انه يقصد بثاني سرير هو سرير الزوجية مما يعني انها ذات قدر كبير عنده.

ورغم ذلك يوجد القليل من المستندات عن حياته الخاصة التي استطاع المؤرخين الحصول عليها في العصور اللاحقة, ولكن مازال هناك جدل وشكوك حول الكثير من الاشياء مثل مظهره (شكله) و حول نوعه (ذكر أم أنثي), فرغم كل ما تم ذكره هناك نظرية مطروحة بأن شكسبير كان سيدة و لم يكن رجلاً, و هناك خلاف تام عن معتقداته الدينية أيضاً. وهناك اخرين يشككوا في اذا كان كل ما نسب له من تأليفه ام من تأليف اخرين ونسب له, حيث تم إكتشاف بعض الكتابات الهامة قد تم إصدارها قبل بدء مشوار شكسبير. و لكن لم يُحسم صحة أي منها.

وأنتج شكسبير معظم مسرحياته بين عام 1589 و عام 1613. وكان يغلب علي اعماله في البدايات الكوميديا والتاريخ, و لكن من عام 1608 بدأ يدخل عالم التراجيديا ليبدع ويترك خلفه الروائع مثل “هاملت” و “أوثيلو/عطيل” و “الملك لير” و “مكبث” وفي اخر فترة له في المجال بدأ يميل اكثر للرومانسية في كتاباته. و ما يتفق عليه الجميع من خبراء و جمهور, فشكسبير يُعتبر من أعظم المؤلفين المسرحيين الذين عرفتهم البشرية.

ومن أهم المراحل الحاسمة في تاريخ أعمال شكسبير عندما قام اثنان من اصدقائه الممثلين “جون هيمينجز و هنري كونيل” باطلاق كتاب “فيرست فوليو” الذي كان يحتوي علي اعمال شكسبير الدرامية.

ولازالت حتي الان اعمال شكسبير يتم دراستها و ادائها وقرائتها في مختلف اللغات والثقافات. و ربما سيظل ذلك الأمر مستمر للأبد لواحد من أشهر و أكثر الرجال غموض في التاريخ.
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.