أوتو الأول الذي مكن الحكام من الكنيسة, و حول الإمبراطورية الرومانية إلي إمبراطورية مقدسة
و أوتو تولي ألمانيا و عمل علي تكملة مشوار والده بتوحيدها, ثم تمكن من إيطاليا و قام بعدة حروب عزل من خلالها حُكام مناطق كثيرة في أوروبا و نصب بدلاً منهم ملوك و حكام من أقاربه.

و كان أوتو قد تمكن من توحيد ألمانيا و تنصيب نفسه ملكاً عليها و بمساعدة البابوية تمكن من غزو إيطاليا و التخلص من الملك و ضم المملكتين سوياً و تنصيب نفسه إمبراطور عليهما (ماعدا جنوب إيطاليا), كما كان الاتفاق مع البابا, و لكي يوثق أوتو مرحلته كمرحلة فارقة في تاريخ أوروبا و المسيحية, قام بتعيين نفسه إمبراطور روماني “مقدس” يوم 8 أغسطس عام 936 وسط حفل تتويج ضخم, و إضافة تسمية مقدس كان إختلاف عن المسمي الدارج الإمبراطور الروماني الذي بدأ مع شارلمان (الذي كان ملك الفرنجة) قبل 136 عام تقريباً.

و منذ تولي أوتو أصبح اللقب رسمياً الإمبراطور الروماني المقدس, و أستمر أوتو في إعادة هيكلة صلاحيات الحاكم في أوروبا حتي تمكن من تطويع الكنائس لرغبات الإمبراطور, رغم مواجهته عقبات شديدة لاحقاً بعد أن بدأت الكنيسة من روما تدفع بالإتجاه المضاد و تحجم من صلاحياته إلا أنه تمكن من إحباط تلك المحاولات بعد أن بدأ يظهر ابنه “أوتو الثاني” علي الساحة و يكبر في السن ليقوم بترتيب زيجة ابنه من الأميرة البيزنطية “ثيوفانو” و بذلك سيطر أوتو علي ما تبقي و تمكن من التوسعة بإتجاه جنوب إيطاليا حيث كان يتمركز البيزنطيين.

و أحبط أيضاً جميع الادعائات التي تنفي أحقيته بلقب الإمبراطور بإعتبار الدولة البيزنطية وريثة ذلك اللقب, فبذلك الزواج ضمن أوتو لابنه “أوتو الثاني” الحماية من تلك الصراعات لاحقاً.

و أستمر عُرف أوتو لقرون بإعادة هيكلة الكنيسة في الدولة و تأمين تبعية رجال الدين للحاكم, لكي يُصبح الحاكم أعلي سلطة تشريعية في الدولة سواء سياسياً أو دينياً, و بسبب ذلك أشتعل عداء أستمر لسنوات طويلة بين الكنائس و الحكام.
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.