عدنا لنقطة الصفر, أرمينيا تُعلن التعبئة العامة إستعداداً لحرب حدودية جديدة مع أذربيجان, لتُحيي ذكري واحدة من أكثر الحروب دموية في العصر الحديث
فالتاريخ الطويل من العداء و الدم بين الدولتين في الصراع الشهير علي مناطق “مرتفعات قرة باغ” (نارجوني كاراباخ) و هو إقليم قد ضمه الاتحاد السوفييتي لأذربيجان مع منحه التبعية لأذربيجان و لكن بحكم ذاتي رغم وجود العديد من السكان الأرمن راغبين في الإنضمام لأرمينيا, و العكس للسكان من أصول أذربيجانية بداخله مما يعتبر لعبة سياسية قذرة قام بها الاتحاد السوفييتي قديماً نتج عنها بحر من الدماء.

الأزمة كان من المفترض أنها إنتهت بعام 1994 بعد مذابح لا تُنسي وقعت بتلك المنطقة و بشكل خاص علي يد الجيش الأرمني, و لكن أشتعلت الأزمة مرة آخري مؤخراً بعد أن بدأ القصف بين الطرفين يوم الأحد الماضي (27/09/2020). و يدين كل طرف الآخر بين إعلان أرمينيا أن أذربيجان هي التي بدأت بالعداء و إعلان أذربيجان العكس. و لكن بشكل عام أعلنت الحكومة الأرمنية الأحكام العرفية و التعبئة العامة للجيش بالدولة, مما يعني أنها علي أعقاب إندلاع حرب.

و يأتي ذلك ضمن إتهام أرمينيا لأذربيجان بأنها تعمدت الهجوم علي مناطق سلمية و أستهدفت مدنيين, و لكن كان الرد من أذربيجان بالعكس بأن أرمينيا هي التي قامت بالهجوم علي مناطق و هدم بنية تحتية و قتل مدنيين, و حتي الآن يوجد 19 مدني في المستشفيات و قُتل 5 أشخاص و مازال الطرفين يتصارعا في إتهام كل طرف الآخر بأنه المسؤول. و تحاول روسيا التدخل لتهدئة الأوضاع بين الطرفين حسب ما تُعلن.

و لم تتمكن أي جهة رسمية محايدة من تحديد المذنب حتي الآن و مازال الصراع قائم و لكن يبدو أن الوضع وصل لقمة التوتر و بدأ إستخدام السلاح مرة آخري من الأطراف المعنية مما يعني أن إندلاع حرب ربما يكون أمر وشيك, و رغم إعتقاد الأغلبية بأن الأوضاع هادئة إلا أن هناك مشاحنات مستمرة من الطرفين منذ عام 2016, و كان من المتوقع أن حرب آخري علي وشك الإندلاع بينهما.

و حتي نهاية العام الجاري سيتضح الأمر من إندلاع حرب من عدمه.
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.