لماذا أختارت أمريكا الدولار بالتحديد كعملة لها؟ و ماذا تعني كلمة و علامة الدولار $؟
و الدولار بشكل عام كمسمى موجود منذ وقت طويل و لكن تحت مسميات مختلفة مثل “تالر” أو “ثالر” و كان متواجد في ألمانيا في البداية حين صدر باسم “يواخيمزتالر”. و كلمة “يوخايمزتال” (دون ر) تعني حرفياً (وادي القديس يهوياقيم) و التي كانت تُختصر باسم ثال/تال.
و المنطقة “يواخيمزتال” هي قرية في التشيك حالياً و أكتشتف فيها الفضة بشكل كبير في البداية و كان يُرمز إليها باسم “تال/ثال” فقط لذلك سُميت العملة “تالر/ثالر” نسبة لها, و يهوياقيم هو شخصية من المعتقد اليهودي, ثم انتشرت في مملكة بوهيميا (أغلبها التشيك حالياً) و أصبحت دارجة مع بعض التحريفات, مثلاً في الهولندية أصبحت دالر. و عندما ظهرت العملة الإسبانية “البيزو” عُرفت داخل الأمريكتين بالدولار الإسباني.

و يُعتقد أن أول تسمية لكلمة تالر كانت عام 1519, ثم تحرفت لدولار بعد نقلها للغة الإنجليزية, و كان يُطلق الاسم دولار ايضاً علي العملة الإسبانية “البيزو” و الريال البرتغالي, و كانت تحتوي كلاً من البيزو و الريال على نفس كم الفضة تقريباً و نفس الوزن و الجودة. و الدولار بدايته مع أمريكا (الولايات المتحدة الأمريكية) عن طريق هولندا و كان يُعرف ب “ليون دالر” و كان قد انتشر في جميع المستعمرات الهولندية عندما كانت نيويورك تُعرف بنيوأمستردام أثناء سيطرة هولندا عليها.

و انتشرت العملة الإسبانية في جميع المستعمرات الإسبانية في العالم و كانت أقيم من تلك الهولندية لذلك كانت تحظى بشعبية أكبر في أمريكا, و أنتشرت العملة الإسبانية في أمريكا عن الهولندية و الإنجليزية و عن أي عملة آخرى و يرجع ذلك للوفرة الكبيرة منها في تلك المستعمرات و قلة توافر العملات الإنجليزية بشكل خاص داخلها.
و الوفرة من العملة الإسبانية سببها سيطرة إسبانيا على عدة مناطق داخل المكسيك و بوليفيا و بيرو حالياً و التي كان يتم إستخراج العديد من الفضة من مناجمها, و أدى ذلك لضخ العملة الإسبانية بقوة في مختلف دول العالم.

و وصلت العملة “تالر” ايضاً إلى الشرق الأوسط من خلال الإمبراطورية الرومانية المقدسة, و بالتحديد في عدن (باليمن حالياً) و كانت تُعرف العملة التي انشرت بها باسم “تالر ماريا تيريزا” نسبة للإمبراطورة الرومانية المقدسة الشهيرة “ماريا تيريزا”. و انتشرت نفس العملة في الدول الإسكندنافية ما ينقسم حالياً ل (النرويج – السويد – الدنمارك – فنلندا – ايسلندا – وبعض الجزر) و لكن تم استبدالها لاحقاً عام 1873 بالكرونة بعد توحيد عملة الدول الإسكندنافية.

و بحلول ثورة استقلال امريكا في 13 مستعمرة بريطانية, بدأت الولايات التي تبحث عن الاستقلال بإنتاج عملة ورقية من أجل إمداد حرب الإستقلال الأمريكية و عُرفت تلك العملة باسم “العملة القارية”, و كان يدعمها في ذلك بقوة فرنسا, و التي كانت أهم داعم لأمريكا لإستقلالها, و لكن بعد الحرب نتيجة العجز في إنتاج المعادن بدأت أمريكا في تداول العملات الإسبانية مرة آخرى من خلال مناقصة قانونية طرحتها و رست على إسبانيا و التي كانت عملتها متوفرة بقوة كما ذكرنا نتيجة المناجم في المستعمرات الإسبانية.

و ظل الوضع كذلك حتى عام 1848, عندما بدأ ما يُعرف ب “حُمى الذهب” في كاليفورنيا بأمريكا بعد إكتشاف كم هائل من الذهب بها, أدى لعدم إحتياج أمريكا لتلك المناقصة و منع تداول أي عملة أجنبية بشكل رسمي كعملة وطنية بداخلها, لينفرد الدولار الأمريكي بأمريكا ثم يلتهم العالم بعد قرن و نصف تقريباً من تلك الواقعة.

وعند تحديد عملة لأمريكا, قام “ألكساندر هاميلتون” وزير المالية, بتحديد كم الفضة الموجود بالعملة الإسبانية “الدولار/البيزو الإسباني”, و على أساسه تم الموافقة و الإتفاق على الدولار كعملة لأمريكا, و لكن مع تغيير اسمه ل”دولار الولايات المتحدة”. و وافق الكونجرس الأمريكي بالإجماع على إختيار الدولار كعملة نقدية لأمريكا عام 1786.

أما علامة الدولار الشهيرة $, فلها روايات عديدة و لكنها غير مؤكدة.
فالرواية الأمريكية لأصحاب العملة تعتقد أنها دمج لحرفي US و هما أختصار كلمة United States و التي تعني “الولايات المتحدة” فبعد حذف الجزء السفلي من حرف U يُصبح بذلك الشكل l l و بضمهما سوياً مع حرف S يُصبح لديك الحرف عليه خطين هكذا Sll = $, و هي الرواية المتداولة أكثر داخل أمريكا.

يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.