من أشهر الحوادث البحرية الغامضة حتى اليوم حادثة سفينة “ماري سيليست”
الجزء الأول: أصل حكاية أكثر سفينة مريبة في التاريخ حتى اليوم.
و كانت ماري سيليست سفينة تجارية أمريكية تم العثور عليها في المحيط الأطلنطي بالقرب من جزر الأزور (بالقرب من البرتغال) بواسطة سفينة كندية عام 1872. و كانت السفينة “سيليست” متجهة إلى مدينة جنوة الإيطالية بعد أن غادرت مدينة نيويورك الأمريكية. و لكن عند العثور عليها وجدت خالية تماماً و لا أحد على متنها و قارب النجاة مفقود, و حسب التحقيق آخر شخص كان على متن السفينة غادر/اختفى قبل 10 أيام من إكتشافها على الأقل.

السفينة كانت تحمل شحنة “كحولات” (ليست خمور) و التي تم العثور عليها سليمة و لكن حتى اليوم لم يتم العثور على أي من أفراد الطاقم الخاص بالسفينة أبداً, و أصبحت تلك السفينة الحديث الشاغل للصحف الأمريكية لفترة و بدأت الشائعات و القصص عن حقيقة ما حدث بها لسنوات و كان من ضمن الشائعات المذكورة أن “سبيدج” عملاق قام بمهاجمتها.

أما عن تاريخ السفينة المريب, فهي بريطانية في الاساس كانت تُعرف باسم “أمازون” و تم تصميمها لتتحمل حمولة بحد أقصى 198 طن, ثم أنتقلت بعد ذلك لمكلية أمريكية و تم تغيير اسمها ل “ماري سيليست”, و بدأت تلك السفينة بداية غريبة بعض الشئ عندما توفى أول قبطان لها بعد أول رحلة في عام إطلاقها قبل أن تنتقل للملكية الأمريكية ثم تعرضت لحادث مع سفينة صيد و كادت أن تغرق في القناة الإنجليزية (بحر المانش) ثم تعرضت لعاصفة شديدة كادت أن تنهي مسيرة السفينة عام 1867 و أتخذ أصحابها قرار أن يتم وقف عملها حتى قرر رجل أعمال أمريكي أن يشتريها بقيمة 1750 دولار و أنفق 8800 دولار على إصلاحها و أصبح قبطان السفينة ثم تم الاستيلاء عليها و تعرضت لحادث عنيف و تم إصلاحها بقيمة 10 آلاف دولار ايضاً.

و أستمرت ملكيتها في التنقل حتى بدأت الرحلة التي نتحدث عنها, في شهر أكتوبر عام 1872 بدأت الاستعداد للرحلة المتجهة من نيويورك إلى جنوة و أصطحب القبطان زوجته و طفلة يتيمة معه و ترك ابنه مع جدته, و قام بإنتقاء طاقم متميز متعدد الجنسيات ألمان و دنماركيين و غيرهم, و لكن جميعهم من البحارة المتمرسين, و شُحنت السفينة ب 1700 برميل من الكحول المغير (كحول سام الذي يتم تلوينه حتى لا يتم إستخدامه لصناعة المشروبات المسكرة) و أنطلقت يوم 5 نوفمبر و لكن تأجل التحرك خارج نيويورك إلى 7 نوفمبر بسبب العوامل الجوية.

و كانت السفينة الكندية (التي عثرت عليها) آنذاك تقوم بتحميل شحنة بترولية و متجهة ايضاً إلى مدينة جنوة الإيطالية.
و في يوم 4 ديسمبر عام 1872, تم إبلاغ قبطان السفينة الكندية أنه تم العثور على سفينة على بعد 9.7 كيلومتر, و بمحاولة إرسال إشارات للسفينة دون أي رد و عدم التمكن من رؤية أحد على متن السفينة شعر قبطان السفينة الكندية أن هناك امر ما مريب, فقام على الفور بإرسال 2 من طاقمه في قارب للتحقق من السفينة.

و فور صعود الاثنان على متنها و جدوا السفينة مهجورة و حالتها سيئة و حبال الاشرعة مدمرة و قارب النجاة الصغير بالسفينة مفقود و البوصلة تم نقلها من مكانها و زجاجها مكسور و يوجد ما يقرب لمتر إرتفاع من المياه داخل غرفة القيادة و جهاز لقياس مقدار المياه ملقى على سطح السفينة.

كما قاما بالبحث عن سجل الصعود للسفينة و وجدا أن آخر تاريخ مسجل منذ 10 ايام و حاولا البحث عن أي دلائل أو علامات تفيد بوقوع أي حادث و لكن لم يعثرا على أي مؤشرات تفيد بوقوع أي أحداث عنف أو حرائق, و كان يصب ذلك في مصلحتهم فحسب القوانين الملاحية يحق لأي من يقوم بإنقاذ سفينة بالحصول على حصة كبيرة من قيمة السفينة و الحمولة بعد ان يتم إنقاذها.

و عندما عاد الإثنان لسفينتهم مرة أُخرى قرر قبطان السفينة الكندية ان يقوم بسحبها لأقرب يابسة و كانت على بعد 1100 كيلومتر و بالفعل قام بإرسال 3 من طاقمه علي متن “ماري سيليست” و بقي معه 4 و قاموا بجرها إلى جبل طارق. و فور الوصول في صباح اليوم التالي تم الإخطار بالحادث و تحول الأمر للمحكمة و تم عمل فحص و نتج عنه إحتمالية وقوع جريمة على متن السفينة و بشكل خاص بعد ذكر وجود علامات على مقدمة السفينة توضح إستخدام آلة حادة بالإضافة إلى العثور على سيف القبطان في سريره و به آثار دماء. و تم عمل تحقيق آخر من خبراء الذين عثروا على آثار ضربات بالفأس بجسم السفينة و بها دماء أيضاً, و أدى ذلك إلى بدء إنتشار الأخبار مصحوبة بالشائعات عما حدث على متن تلك السفينة, و تم إرسال تقرير مفصل إلى هيئة التجارة بلندن.

ماذا نتج عن تلك التحقيقات.. و ما الذي تم إكتشافه في النهاية.. و ما حقيقة لغز تلك السفينة؟ يُتبع في الجزء التالي.
الجزء الثاني: حقيقة إختفاء سفينة ماري سيليست تظهر بعد 135 عام من الحادث!
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.