الجزء الثاني: حقيقة إختفاء سفينة ماري سيليست تظهر بعد 135 عام من الحادث!
و كما ذكرنا بالجزء الماضي, التحقيق الأول للسفينة كشف وجود آثار مريبة و توجه الحادث إلى إحتمالية وقوع جريمة, و ظل المحقق في القضية مصمم على إستحالة ان تكون تلك الواقعة حادثة بل جريمة, و إزداد الشك لديه بسبب عملية السحب التي تمت للسفينة لمسافة جعلته غير مقتنع أن تلك السفينة تم نقلها طوال تلك المسافة و بذلك المسار دون طاقم كبير على متنها.

و بدأت القضية تتطور مرة أخرى عندما طلب مالك السفينة ان يحصل عليها لكي يقوم بنقل البضاعة المحملة عليها و لكن طلب منه المحقق أن يترك 15 ألف دولار رهن و لم يكن يملك صاحب السفينة ذلك المبلغ آنذاك و لكنه فهم أن المحقق يشك بأنه قام بإرسال أحد للسفينة ليقوم بقتل من على متنها و بشكل خاص القبطان.

و لكن هدأت الأمور عندما قام متخصصين بفحص السفينة و أصدروا تقرير يفيد بأن ما على السيف و الفأس ليس دماء, و أعلن القنصل الأمريكي في جبل طارق انه حسب تقرير قبطان بحري أمريكي العلامات على مقدمة السفينة ليست من صنع الإنسان بل هي بسبب الأمواج و عوامل طبيعية.
الأمر الذي أجبر المحقق على ان يترك السفينة ترحل مع مالكها و تم تحديد مبلغ “خُمس” قيمة السفينة على حالتها و البضائع تحصل عليها السفينة الكندية كمكافأة إنقاذ و كانت 1700 دولار, و أعترض العديد على ذلك المبلغ بإعتباره مبلغ قليل. و بسبب شهرة تلك السفينة قام العديد من المحققين و العلماء و الباحثين بفحصها بحثاً عن الشهرة, و استمرت تلك التحقيقات حتى عام 2007 أي بعد 135 عاماً من وقوع الحادثة.

و تنوعت الإحتمالات المتسببة في الحادث, فظهر إحتمال يرجح أن إختفاء قبطان السفينة الامريكية مقصود بترتيب مع قبطان السفينة الكندية كونهم أصدقاء حسب ما تم إكتشافه, و ذلك بغرض الحصول على تعويض الإنقاذ و لكن تم إستبعاد ذلك لأن قبطان السفينة الامريكية ترك ابنه مع جدته قبل رحيله و لم يعد إليه, و الاحتمال الثاني أن قبطان السفينة الكندية استدرج قبطان السفينة الامريكية و قتله ليحصل على مكافأة الانقاذ و لكن تم إستبعاده ايضاً و الثالث أن صاحب السفينة قام بقتل الطاقم من أجل الحصول على تعويض شركة التأمين الذي كان مبلغ كبير و لكن تم إستبعاد ذلك أيضاً.

ثم بدأت إحتمالات القرصنة فعرض آخرون فكرة أن بعض القراصنة من المغرب قد قاموا بمهاجمة السفينة و لكن تم إستبعاد ذلك لاحقاً لأن التقارير أشارت لتواجد بعض المقتنيات الثمينة على متن السفينة, و قام كاتب بنشر فكرة أن القبطان قد تمكنت منه حالة روحانية دينية جنونية فقام بقتل الركاب و قتل نفسه و تم إستبعادها على الفور و أعتذر الكاتب عنها أيضاً, و ظهر إقتراح أن سبيدج عملاق هاجم السفينة و قتل كل من على متنها و لكن لم يتم إثبات ذلك و تم إستبعاده.

و رجح العديد أن هناك حدث طبيعي وراء ذلك الأمر و أن في الغالب عاصفة او عمود مائي هو ما دفع الطاقم للهرب من السفينة خوفاً من تدميرها.
و لكن ربما الأكثر منطقية هو الفيلم الوثائقي الذي صدر عام 2007 الذي يرجح أن السبب في وقوع تلك الحادثة هو عطل الآلات, فقد كشفت السجلات أن تلك السفينة على مدار تاريخها قبل تلك الرحلة كانت تنقل الفحم و في الغالب نتيجة الأتربة و الغبار الناتج عنه أدى ذلك لتلف أجهزة القياس و أستند هذا المقترح على السجلات التي ذكرت أنه تم العثور على طلمبة مفككة على متن السفينة كمحاولة للإصلاح و نتيجة ذلك لم يستطيع القبطان تحديد كم الماء على متن السفينة و نظراً لتلف البوصلة ففي الغالب تم تحديد موقع السفينة خطأ أيضاً بإعتقادهم أنهم بالقرب من جزيرة “سانتا ماريا” (جزيرة بالبرتغال) و لكنهم كانوا على بعد 190 كيلومتر عنها, و بإستقلال القارب الصغير من السفينة في حالة عدم إستقرار الأوضاع الجوية بالبحر ففي الغالب تسبب ذلك في وفاة كل الطاقم بالقارب. و يُعتبر ذلك التحقيق من الأغلبية الأكثر منطقية.

و رغم ذلك لازال حادث الإختفاء لغز لم يتم حله حتي اليوم و لم يتم العثور أبداً علي أي أثر لأي شخص كان علي متن تلك السفينة أو أي سجلات او وقائع تؤكد ما حدث بالفعل.
لا تعليقات بعد على “الجزء الثاني: حقيقة إختفاء سفينة ماري سيليست تظهر بعد 135 عام من الحادث!”
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.